هذي القصه للكاتبة انتصار العقيل أعجبتني وحييت انقلها لكم>
"أتمنى من كل قلبي تحسوا نفس إحساسي وأنا أقراها"
*وكان الحياة أرادت أن تعطيه كل شيء .....لتمنحه إن كان يستحق كل شيء أو لا يستحق أي شيء؟؟؟...
شاب من آسرة عريقة ميسورة الحال ..ذكي ...وسيم .. محط أنظار جميع من حوله خاصة الفتيات .
أدرك هو هذا الواقع , فامتهن حب الظهور والطيش ..وترك العنان لمشاعره تعربد دون أي رادع ديني أو أخلاقي ...سخر مواهبه , ووسامته , وماله , وذكاءه لجذب الفتيات , والحصول على مبتغاه منهن بـأي وسيلة ...كان يكتشف في كل واحدة منهن مطلبها فيحققه لها ..
.كان فهذه فتاة عاطفية رومانسية حالمة ما عليه إلا أن يحفظ كتب الهيام والغرام والأحلام ويبثها إياها , إلى أن يصل إلى ما يريد , وهذه تعشق الحياة والمال ...فيخطف عقلها ببذخه وإسرافه , إلى أن ينال منها مناه ,
والأخرى تحلم بالزواج والاستقرار في عش هاديء ...فيعدها أجمل الوعود , فتصدقه وتعطيه ما يشاء , وأما هذه فصاحبة فكر وعلم وثقافة ....فيبهرها بذكائة فتظن أنه عالم فذ لوفرة معلوماته , فتقع في فخ فكره , وينجو هو هارباٌ بعد أن يحصل على ما خطط له .
نعم ... وظف بذكاءه وماله ووسامته أسوأ توظيف ... كان يفتخر ويتباهى انه "دون جوان " عصره وزمانه .. عجبي في هؤلاء الفئة من الرجال !!! ماهو مفهوم " الدونجوانية " عندهم !! ألم يخطر ببالهم أن هذا الكم الهائل من النساء في حياتهم هو تماما مثل الكم الهائل من الرجال في حياة امرأة ؟؟؟ والمرأة التي تنتقل كل يوم من رجل إلى آخر... ماذا تلقب ؟ ألا تلقب بالمرأة " الساقطة " ؟؟!! وعليه الرجل الذي ينتقل من امرأة إلى أخرى هو أيضا " رجل ساقط " ؟؟!!
إن الحب الوحيد الصادق في حياتنا لا يعيبنا ... إنما الابتذال لا يجاهر به أحد , أن النساء – حتى بنات الليل – لا يتباهين بالرذيلة ..جميع النساء يضعن أمام أسمائهن لقب " ليدي " بمعنى " السيدة " ....فما أغبى الرجال الذين يتباهون بالرذيلة ويعلنون بكل فخر " دونجوانيتهم " .
ما أحرانا قبل أن نستعمل المصطلحات الاجنبية ان نفهم معانيها , لنعود لهذا الشاب الذي انهار فجأة مركز أبيه المالي ...
فقد خسر كل أمواله في البورصة ... وهكذا وجد الشاب اللاهي نفسه لا يملك أهم مميزاته " المال " فاحتار في أمره .
وشاءت الصدف – في تلك الفترة – أن يتعرف على أرملة ثرية تكبره سنا .. فلم يتردد في التقرب منها ... واعتزم أن يتزوجها ويجعل منها موردا لمصروفاته ... رجل له مثل هذه الخبرة لن يعجز عن الوصول الى ما يصبو اليه .... لن يعجز عن الزواج من أرملة وجدت في شبابه تجديدا لشبابها .
إلا أنه – في نيته – اعتزم أن يطلقها حينما تتحسن أحواله , فمحال أن يربط مستقبله بها , زواج باطل ... لكن هذا الرجل لا يعترف بالحق ولا بالباطل ... أنه يؤمن بأن الغاية تبرر الوسيلة !!!!
مرت شهور على هذا الزواج ... وشاءت الأقدار ان تحمل المرأة ... فجن جنونه ... هذا الحمل معناه ارتباطه بهذه المرأة ... أقنعها بالإجهاض ...
إلا أن طبيبها رفض هذه الرغبة لخطورة ذلك على حياتها ...
في أحد الأيام وقد أصبحت المرأة في شهرها التاسع ... حاولت المسكينة أن تلاطفه وتتقرب منه وهي لا تدري ما يكنه من بغض لها ولطفلها ... دفعها بعيدا عنه فوقعت أرضا تئن وتتألم ....
في المستشفى تمت الولادة .. خرج الطبيب من غرفة العمليات ليخبره ان الأم والحمدالله بخير .. لكن الطفل مات ..
غمرته فرحة غريبة لهذا الخبر ... أخيرا تخلص من ذلك الكابوس وعادت له حريته .. وقف أمام القبر ليدفن الطفل .. فجأة كشف الكفن وظهر وجه الطفل ... نظر الى ملامح الطفل علت الدهشة والخوف
وجهه ... يالله ماهذا .... العينان ... الأنف ... الفم ... حتى هذه الشامة في ذقنه .... كل ملامح الطفل قطعة ... قطعة ... مطابقة لملامحه .. هذا الذي يدفنه هو ابنه ... قطعة منه ... ابنه مات ... وهو تمنى موته ...
وفرح به ...!!!!
في تلك اللحظات ... في تلك اللحظات فقط ... دوت صرخة حادة في أعماقه ... صرخة في ضميره زلزلت كيانه , شعر بكل ذنوبه تصرخ به :
قـــــــــــــــاتل ... حقــــــــــير ...مجــــــــــــــــــرم
جميع الوجوة التي ظلمها وعانت منه .. هجمت عليه دفغة واحدة ... وجه الطفل البريء قفز الى بؤبؤ عينيه فالتصق بهما ... صاح صيحة مدوية .. وركع خائفا ... خاشعا , باكيا ... ياويله .. ياويله .. سيظل دائما وأبدا يحيا مع وجه ابنه ...وذنوبه ..وجحيم عقاب الضمير .
مســــــــــــــــــــــــك الختــــــــــــــــــــــام
* وتظل مخافة الله يوم الحساب والعقاب هي الرادع الوحيد لكبح جميع اهواء البشر .
"أتمنى من كل قلبي تحسوا نفس إحساسي وأنا أقراها"
*وكان الحياة أرادت أن تعطيه كل شيء .....لتمنحه إن كان يستحق كل شيء أو لا يستحق أي شيء؟؟؟...
شاب من آسرة عريقة ميسورة الحال ..ذكي ...وسيم .. محط أنظار جميع من حوله خاصة الفتيات .
أدرك هو هذا الواقع , فامتهن حب الظهور والطيش ..وترك العنان لمشاعره تعربد دون أي رادع ديني أو أخلاقي ...سخر مواهبه , ووسامته , وماله , وذكاءه لجذب الفتيات , والحصول على مبتغاه منهن بـأي وسيلة ...كان يكتشف في كل واحدة منهن مطلبها فيحققه لها ..
.كان فهذه فتاة عاطفية رومانسية حالمة ما عليه إلا أن يحفظ كتب الهيام والغرام والأحلام ويبثها إياها , إلى أن يصل إلى ما يريد , وهذه تعشق الحياة والمال ...فيخطف عقلها ببذخه وإسرافه , إلى أن ينال منها مناه ,
والأخرى تحلم بالزواج والاستقرار في عش هاديء ...فيعدها أجمل الوعود , فتصدقه وتعطيه ما يشاء , وأما هذه فصاحبة فكر وعلم وثقافة ....فيبهرها بذكائة فتظن أنه عالم فذ لوفرة معلوماته , فتقع في فخ فكره , وينجو هو هارباٌ بعد أن يحصل على ما خطط له .
نعم ... وظف بذكاءه وماله ووسامته أسوأ توظيف ... كان يفتخر ويتباهى انه "دون جوان " عصره وزمانه .. عجبي في هؤلاء الفئة من الرجال !!! ماهو مفهوم " الدونجوانية " عندهم !! ألم يخطر ببالهم أن هذا الكم الهائل من النساء في حياتهم هو تماما مثل الكم الهائل من الرجال في حياة امرأة ؟؟؟ والمرأة التي تنتقل كل يوم من رجل إلى آخر... ماذا تلقب ؟ ألا تلقب بالمرأة " الساقطة " ؟؟!! وعليه الرجل الذي ينتقل من امرأة إلى أخرى هو أيضا " رجل ساقط " ؟؟!!
إن الحب الوحيد الصادق في حياتنا لا يعيبنا ... إنما الابتذال لا يجاهر به أحد , أن النساء – حتى بنات الليل – لا يتباهين بالرذيلة ..جميع النساء يضعن أمام أسمائهن لقب " ليدي " بمعنى " السيدة " ....فما أغبى الرجال الذين يتباهون بالرذيلة ويعلنون بكل فخر " دونجوانيتهم " .
ما أحرانا قبل أن نستعمل المصطلحات الاجنبية ان نفهم معانيها , لنعود لهذا الشاب الذي انهار فجأة مركز أبيه المالي ...
فقد خسر كل أمواله في البورصة ... وهكذا وجد الشاب اللاهي نفسه لا يملك أهم مميزاته " المال " فاحتار في أمره .
وشاءت الصدف – في تلك الفترة – أن يتعرف على أرملة ثرية تكبره سنا .. فلم يتردد في التقرب منها ... واعتزم أن يتزوجها ويجعل منها موردا لمصروفاته ... رجل له مثل هذه الخبرة لن يعجز عن الوصول الى ما يصبو اليه .... لن يعجز عن الزواج من أرملة وجدت في شبابه تجديدا لشبابها .
إلا أنه – في نيته – اعتزم أن يطلقها حينما تتحسن أحواله , فمحال أن يربط مستقبله بها , زواج باطل ... لكن هذا الرجل لا يعترف بالحق ولا بالباطل ... أنه يؤمن بأن الغاية تبرر الوسيلة !!!!
مرت شهور على هذا الزواج ... وشاءت الأقدار ان تحمل المرأة ... فجن جنونه ... هذا الحمل معناه ارتباطه بهذه المرأة ... أقنعها بالإجهاض ...
إلا أن طبيبها رفض هذه الرغبة لخطورة ذلك على حياتها ...
في أحد الأيام وقد أصبحت المرأة في شهرها التاسع ... حاولت المسكينة أن تلاطفه وتتقرب منه وهي لا تدري ما يكنه من بغض لها ولطفلها ... دفعها بعيدا عنه فوقعت أرضا تئن وتتألم ....
في المستشفى تمت الولادة .. خرج الطبيب من غرفة العمليات ليخبره ان الأم والحمدالله بخير .. لكن الطفل مات ..
غمرته فرحة غريبة لهذا الخبر ... أخيرا تخلص من ذلك الكابوس وعادت له حريته .. وقف أمام القبر ليدفن الطفل .. فجأة كشف الكفن وظهر وجه الطفل ... نظر الى ملامح الطفل علت الدهشة والخوف
وجهه ... يالله ماهذا .... العينان ... الأنف ... الفم ... حتى هذه الشامة في ذقنه .... كل ملامح الطفل قطعة ... قطعة ... مطابقة لملامحه .. هذا الذي يدفنه هو ابنه ... قطعة منه ... ابنه مات ... وهو تمنى موته ...
وفرح به ...!!!!
في تلك اللحظات ... في تلك اللحظات فقط ... دوت صرخة حادة في أعماقه ... صرخة في ضميره زلزلت كيانه , شعر بكل ذنوبه تصرخ به :
قـــــــــــــــاتل ... حقــــــــــير ...مجــــــــــــــــــرم
جميع الوجوة التي ظلمها وعانت منه .. هجمت عليه دفغة واحدة ... وجه الطفل البريء قفز الى بؤبؤ عينيه فالتصق بهما ... صاح صيحة مدوية .. وركع خائفا ... خاشعا , باكيا ... ياويله .. ياويله .. سيظل دائما وأبدا يحيا مع وجه ابنه ...وذنوبه ..وجحيم عقاب الضمير .
مســــــــــــــــــــــــك الختــــــــــــــــــــــام
* وتظل مخافة الله يوم الحساب والعقاب هي الرادع الوحيد لكبح جميع اهواء البشر .